اشواق الحساني
الأمي رجلاً كان أم امرأة : المقصود به هو الشخص الذي لايقرأ ولا يكتب وقد تجاوز سن القبول ولم يلتحق بالدراسة الابتدائية لأسباب عديدة منها الفقر والمشاكل الاجتماعية والظروف الصعبة , لكن هذا لايعني أن كل أمي يسمى جاهلاً لان هناك من يمتلك خبراته وتجاربه في الحياة التي تجعله يتجاوز دائرة الجهل
مر بلدنا بظروف صعبة وانعكست على أبنائه مثل فقدان الكثير من أرباب الأسر نتيجة الحروب التي مر بها العراق ولعدم وجود أي معيل لتلك الأسرة وعدم إمكانيتهم من سد ولو ابسط مصاريف ومتطلبات الحياة بسبب الفقر وضيق العيش والذي ساعد أيضا على تفشي الأمية , وبعد المدارس عن محل سكن الكثير من الأهالي ولعدم قناعة البعض منهم بإرسال أولادهم للمدارس لذلك أرسلوهم لتعلم صنعه أو حرفة معينة الدراسة ونتيجة لتخلف العادات والتقاليد في القرى والأرياف أدى إلى حرمان أكثر الفتيات من حق التعليم كل هذه الأمور وتلك ساعدت على تفشي الأمية وبالتالي انعكست حالات الجهل والتخلف والإهمال على كثير من شبابنا اليوم وباتت الأمية واضحة ومتفشية في مناطق على الرغم من التطور الحاصل وعصر التكنولوجيا والانترنت أي عصر السرعة تقابلها ظروف البلد الصعب .
أن كثير من الشباب موظفين بسطاء وعمال والكثير منهم من عناصر الجيش والشرطة يعانون من الأمية وعليهم يقع العبء الأكبر في حماية العراق وأهله والحفاظ على أرواح أبنائه والاعتماد عليهم في البناء والتقدم وهم يقدمون شتى التضحيات وسؤالي هو : ألا تستحق هذه الشريحة أن تتعلم القراءة والكتابة ؟
نحن نحتاج لإعادة النظر في كثير من الأمور ونحتاج للصدق والجدية في حياتنا والى وقفة حقيقة ومساعدة ومساندة أحدنا للأخر ونحن بدورنا نناشد مؤسسات الدولة المعنية والمؤسسات الدينية وبالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني بإقامة دورات تدريبية من خلال الإعلام والملصقات الجدارية ومن خلال التشجيع وطلب العلم والمعرفة لان في العلم تنهض الأمم كما قال الرسول ( اطلب العلم من المهد إلى اللحد ) و (اطلب العلم ولو كان في الصين ) والقضاء على الأمية في كل القرى والأرياف والمدن وفي مراكز تواجدهم أينما كانوا للنهوض بالمستوى المطلوب لنضيء كل بقعة مظلمة في عراقنا الحبيب ولا نريد للامية أن تتفشى في بلد الخيرات بلد الحضارات والأمجاد .