منذ 13 اسبوع، وفي كل جمعة، تنزل السيدة ليبيا الزبيدي مع ابناء مدينتها الديوانية، للمشاركة في تظاهرات الاصلاح، لكن بعد انتهاء التظاهرات، ترتدي قفازاتها البيضاء وتحمل كيس النفايات وتقوم تنظيف الشارع، بمساعدة ابنها وابنتها.
“ليبيا الديوانية “، كما اطلق عليها المتظاهرون، تحمل شهادة بكالوريوس آداب علم إجتماع وهي من مواليد 1973، تعمل حاليا كمدرّسة اعدادية. انضمت لصفوف المتظاهرين في اول جمعة تظاهر. كان حينها الجو شديد الحرارة، وعندما شاهدت الناس ترمي قناني المياه بشكل عشوائي، خافت أن يتم نعت المتظاهرين “بالفوضوين” او أي وصف اخر لا يليق بقضيتهم، خاصة وهم يخلفون الأوساخ، وهو ما لا يتوافق مع مبدأ الاصلاح والمسؤولية”. “رأيت أن من واجبي الحفاظ على نظافة الشارع وساحة المظاهرات قدر الإمكان وإيصال رسالة متحضرة بأننا نريد تخليص الديوانية والعراق عامة من كل ماهو ( قذر وفاسد)”.
تعتبر ليبيا أن الاحتجاجات تتطلب القيام بأعمال كثيرة للحفاظ على انتظام المظاهرة، لذلك لابد للجميع أن يكونوا مكملين لبعضهم البعض في تلك المهام، “فهناك من يقوم بالتنسيق وهناك من يحاول التوجيه والأغلب يهتف ويحتج ولكني رأيت ان مهمة تنظيف الشارع ستكون مكملة لتلك المهام وجزءا منها”.
اثبات لقوة المراة العراقية
تأسف ليبيا لقلة مشاركة النساء في التظاهرات بسبب رفض أهاليهن من آباء واخوة وازواج لذلك، لكنها تعد بمحاولات جادة لاستقطاب النساء عامةً والطالبات بشكل خاص وتشجيعهن في سبيل تقديم أي عمل يخدم المدينة.
وترى أنه “رغم ان المراة العراقية مكبلة بالقيود الاجتماعية والتهميش والعنف، ورغم ما تعيشه من تهجير وألم وفقر، الا انها مليئة بالنشاط والحيوية والعزم والمقدرة العالية على التواصل مع الآخر واثبات الوجود، وهي دائما مصدر متوهج للحياة.”
هكذا تنتظر ليبيا كل يوم جمعة بلهفة كبيرة لتعيش احساس الفخر وهي تشارك في المظاهرات ثم تقوم بتنظيف منزلها الكبير “العراق “.
م/عراقيات