المنار نيوز/متابعات
يعيش عشرات الالاف من النازحين المحاصرين في جبل سنجار لليوم الثالث على التوالي مأساة حقيقية حيث يلقى العشرات حتفهم يوميا من شدة الحر وعدم توفر مياه الشرب والغذاء.
ويقول ناشط ايزيدي ان اكثر من 120 طفلا قضوا نحبهم عطشا وان نحو 60 مسنا قضوا ايضا لعدم توفر ادوية لعلاج امراضهم المزمنة واضاف أن آلاف العطشى والمحاصرين بالجبل قد يواجهون نفس المصير ان لم تصلهم مساعدات عاجلة او يتم طرد “داعش” من محيط الجبل.
ووفق تقارير نشطاء ومتابعين، فان نحو 70 الى 80 الف مواطن من قضاء سنجار، بضمنهم اطفال ونساء وشيوخ يعيشون ظروفا مأساوية منذ ثلاثة أيام بعد نزوحهم للجبل هربا من ارهابيي “داعش” الذين سيطروا على القضاء يوم الأحد.
ويقول الناشط الايزيدي علي سنجاري ان آلاف النازحين من الاطفال والنساء والرجال يعيشون اوضاعا مأساوية وكارثية، بعد ان لجأوا لجبل سنجار يوم الاحد الماضي هربا من بطش عصابات داعش”.
وأضاف أنه وفق التقديرات فان نحو 120 طفلا قضوا نحبهم عطشا بسبب الحر الشديد، كما لقي نحو 60 شخصا من المسنين والمصابين بأمراض مزمنة كالضغط والسكري حتفهم ايضا.
ولفت الى ان مصيرا مجهولا ينتظر ألوفا اخرين من الذين يعانون منذ ثلاثة ايام من عطش وجوع شديدين في ظل عدم وجود اية مصادر مائية يمكن الاعتماد عليها، لان بعض المصادر المائية والعيون تقع في سفوح الجبل وتنتشر قربها سيارات “داعش”.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية انه في السابق كان عدد من يعيشون في منطقة سنجار يقدر بنحو 308 آلاف. ومع تقدم داعش فر الكثيرون الى جبل سنجار.
واضاف المكتب في بيان أن “العدد المحدد للنازحين على جبل سنجار غير معروف. لكن تقارير تشير الى ان حوالي 53 ألف إلى 50 ألف شخص نزحوا في تسعة مواقع وتحاصرهم عناصر مسلحة من تنظيم الدولة الاسلامية”.
وتابع أن “هناك تقارير يجري التحقق منها بأن اطفالا يموتون من نقص الماء وغيره من المستلزمات الاساسية بين اولئك المحاصرين”.
وقال البيان ان 30 ألفا اخرين معظمهم نساء واطفال تمكنوا من الوصول الي محافظة دهوك في اقليم كوردستان ومن المتوقع ان يصل المزيد في الايام المقبلة.
واضاف قائلا “من المرجح ان النازحين على جبل سنجار تحاصرهم قوات تنظيم الدولة الاسلامية. وعلى اساس عدد من التقارير من السكان النازحين فان هناك حاجة عاجلة الى الماء والوقود والمأوى والخدمات الصحية”.
وقال البيان ان الجيش العراقي يجري تقييما لإسقاط جوي محتمل لمساعدات انسانية فوق الجبل.
وقال مكتب الامم المتحدة ان متطرفي داعش يسيطرون على الطريقين من جبل سنجار ويهاجمون العائلات على الطرق المؤدية الى بلدة سنجار ومعبر ربيعة الحدودي السوري.
واضاف انه لم يتم التحقق بشكل مستقل من تلك المعلومات لكن من المرجح انها صحيحة.
وقال الناشط الايزيدي سنجاري إن “كربلاء ثانية تكاد تقع في جبل سنجار والالاف سيموتون عطشا اليوم وغدا ما لم تصل المساعدات بأية طريقة او يتم فك الحصار عنهم وطرد عصابات داعش من محيط الجبل”.
وقال مصدر مسؤول في البيشمركة فجر الثلاثاء، إن القوات الكوردية استعادت السيطرة على اجزاء واسعة من قضاء سنجار.
وبدأت البيشمركة أمس بشن هجوم مضاد ضد “داعش” لاستعادة السيطرة على سنجار وزمار والمناطق المحيطة بهما والتي تقطنها أكثرية من الكورد الايزيديين.
وأمر رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود بارزاني أمس قوات البيشمركة بالخروج من موقف الدفاع والبدء بضرب ارهابيي “داعش” بكل إمكاناتها.
وشنت طائرات حربية عراقية غارات جوية متتالية وقصفت بعنف اهدافا في سنجار واطرافها موقعة عشرات القتلى في تنظيم “داعش” فضلا عن تدمير عجلات مسلحة.
وأرسل إقليم كوردستان تعزيزات إضافية إلى المنطقة وتعهد باستعادة تلك المناطق وسط مخاوف من ارتكاب متشددي داعش مجازر بحق من بقي من سكان تلك المناطق.