غير مصنف

البحث عن الذات

المنار نيوز/الكاتب /هشام الزبيدي

الكل يريد التغيير لكن لا احد يريد ان يتغير .هنا اتذكر الفيلسوف الهندي (اوشو) حيث كان يقول دائما في مقدمات فلسفته ومؤلفاته .ان الانسان يحمل في داخله بذرة تعاسته او سعادته جحيمه او جنته., ان اي شيء يحدث لك فهو بسببك اما الاسباب الخارجيه فهي ثانويه والاسباب الداخليه هي الرئيسيه وما لم تفهم ذلك فلن تكون هناك امكانيه للتحول لان العقل الواهم يستمر في خداعك يشير لك للخارج دائما عكس الحقيقه التي تكمن في الداخل اما الخارج فهي مجرد تبريرات فلأنسان يعيش انطلاقا من الداخل الى الخارج مثل اي قاعده بنيويه ..؟ الى هنا اكتفي بما قدمه اوشو وانطلق رابطا احداث وصراعات داخليه نعيشها الان بسبب ظروف قاهره عصفت بنا وكنا في كل مره نرمي الاسباب الى الخارج دائما ونترك دواخلنا وذواتنا تأكلهما التحيزات والانتمائات انتمائات قبليه ومذهبيه وتحيزات لمصالح شخصيه ., وبالتالي نترك الاسباب والمسببات الداخليه مركونه ومنزويه ونصنع اسباب واهمه نعلق بها, الى ان اصبحت تركيبتنا الشخصيه معقده ومزدوجه بسبب وهمنا تجاه الاسباب وفي كثير من الاحيين نعيش شعور مركب احدنا يبحث عن ذاته ..واخر يبحث عن اصله , وفي مناسبات اخرى يرنو احدنا ان يعود الى صلب الحياة يمضي خلف اهدافه خلف مستقبله يسعى ان يصبح انسانا حضاريا مواكبا للحداثه.. لكن ما ان يعلم انه لايعيش استقلاليته تسقط وتتراكم احلامه فوق ظهره وعلى كاهله لتصبح ثقلاً فوق انتمائاته التي جردته عن نفسه ,عن تفكيره , عن ذاته ..؟ في الحقيقه لم اكن راغبا في الاستفاضه في وصف هذه الاحاسيس والحالات التي تعيقنا دوما عن الانطلاقه وكما ليس في نيتي تحليل هذا الشعور العميق بالوحــده بالصراع بالانعزال عن النفس والاخر هذا الشعور الذي يثبت نفسه وينكرها على نحو متناوب , في الكأبه في الفرح في الصمت في الصراخ والضوضاء في الجريمه المجانيه وفي الحماس الديني كل هذه الحالات تثبت لنا اننا متأرجحون بين قوى وانقسامات داخليه وهذه بحد ذاتها عدو فتاك , قياساً بالقوى والقدرات الخارجيه التي تغزوا ارض بلدنا الان من تنظيمات وجماعات ارهابيه وتنظيمات بنفس الوجه تجاريه اقتصاديه واخرى فكريه بدأت تعصف ببنيويتنا الاجتماعيه وتتلاعب بطرق تفكيرنا وعيشنا..، لكن رغم هذا يبقى الصراع قائم ونحن طرف قوي وكبير صاحب ارث حضاري وانساني وحضنا في الانتصار والتغيير قائم يكمن في سواعد الابطال المقاتلين المدافعين عن القضيه الحقه وفي ذواتنا ويحيا فيها …

زر الذهاب إلى الأعلى